استراليا إحدى دول الكومنولث، ومن أصغر قارات العالم من حيث المساحة، وسادس أكبر بلاد العالم من حيث المساحة أيضاً، وهي عبارة عن جزيرة ضخمة قابعة في وسط عدد من المحيطات والبحار، تم اكتشافها في القرن الثامن عشر عن طريق المستكشف البريطاني جيمس كوك، لتصبح بعد ذلك مستعمرة بريطانية وتتوالى الهجرات الأوربية عليها .
عاصمتها هي كانبرا وتقع في الجزء الجنوبي الشرقي من استراليا على المحيط الهادي، وعلى الرغم من أن كانبرا هي العاصمة إلا أننا نجد أن سيدني قد فاقتها شهرة نظراً لوجود العديد من المعالم الهامة بها وأيضاً لموقعها المميز على ميناء سيدني الشهير.
تتخذ استراليا من حيوان الكنغر وطائر الأمو، وشجرة الوتل الذهبية شعاراً لها كرمز للمملكة الحيوانية والنباتية الأسترالية، حيث قام الملك جورج الخامس بتقديم شعار استراليا في عام 1912م، ويتمثل الشعار في درع يضم شارات الولايات الأسترالية الست كرمز للاتحاد الفيدرالي بالإضافة للرموز الوطنية من حيوان الكنغر وطائر الأمو وشجرة الوتل الذهبية.
الموقع
تقع استراليا بأكملها في نصف الكرة الجنوبي وتحيط بها البحار من جميع الجهات ويمر بوسطها مدار الجدي، يحدها المحيط الهادي من الشرق والمحيط الهندي من الغرب والجنوب وبحر تيمور من الشمال والذي يفصل أستراليا عن الجزر الأندونيسية، وتحيط بها عدة جزر أهمها وأكبرها جزيرة تسمانيا في الجنوب الشرقي، ويفصل بينها وبين نيوزلندا في الجنوب الشرقي بحر تاسمان.
معلومات عامة عن استراليا
المساحة: تبلغ مساحة استراليا 7.686.850 كم2 .
عدد السكان: يبلغ عدد السكان في استراليا 20.264.082نسمة.
أكثرالسكان من الإنجليز والمهاجرين الأوروبيين، ويعتبر عدد السكان بها قليل بالنسبة للمساحات الشاسعة للأراضي الأسترالية لذلك فهي مازلت تستقبل المهاجرين من الجنسيات المختلفة، ويتركز معظم السكان بها في جنوبها وشرقها حيث تتميز هذه المناطق باعتدال المناخ بها.
العاصمة: كانبرا
اللغة: اللغة الرسمية بها هي الإنجليزية، بالإضافة لعدد من اللغات مثل الصينية والإيطالية.
العملة: الدولار الأسترالي
الديانة: كاثوليك، أنجليكان وغيرهم من المسيحيين، ويوجد عدد من الديانات الأخرى مثل المسلمين و البوذيين .
مظاهر السطح
تنقسم مظاهر السطح في أستراليا إلى ثلاثة أقسام يتمثل القسم الأول في جبال استراليا الشرقية وهي متوسطة الارتفاع وتمتد من الشمال إلى الجنوب، ويمتد في الجزء الشرقي منها سهل ساحلي ضيق يشرف على المحيط الهادي، وتمتد أما الساحل تكوينات مرجانية لمسافات طويلة تعرف بالحاجز المرجاني العظيم، والذي يشكل عقبة في سبيل المواصلات البحرية.
القسم الثاني في المظاهر الجغرافية الطبيعة في أستراليا هي سهول أستراليا الوسطى وهي عبارة عن سهول داخلية منخفضة يجري فيها نهر مري ونهر دارلنج وهي إقليم الزراعة والرعي.
والقسم الثالث يتمثل في الهضبة الغربية وتشغل نحو ثلثي القارة وهي متوسطة الارتفاع ويسود معظمها الظروف الصحراوية.
المناخ
يوجد تنوع في الأحوال المناخية بأستراليا نظراً للامتداد الشاسع للبلاد، فنجد أن الأمطار تسقط طول العام على الساحل الشرقي نظراً لهبوب الرياح عليه من المحيط واصطدامها بجبال أستراليا الشرقية وتسقط الأمطار صيفًا في وسط القارة وتكاد تنعدم في النصف الغربي منها.
نظام الحكم
حكومة أستراليا فيدرالية برلمانية ديمقراطية، وتستند الحكومة الفيدرالية إلى برلمان منتخب بواسطة الشعب ومكون من مجلسين مجلس النواب ومجلس الشيوخ.
الملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا هي التي ترأس البلاد بموجب الدستور، وتقوم بتعيين حاكم عام لأستراليا كممثل لها، بمشورة الحكومة الأسترالية المنتخبة، ويقوم هو بدوره بتعيين الوزراء بناء على رأي رئيس الوزراء.
ويوجد بأستراليا دستور مكتوب، يحدد اختصاصات الحكومة الفيدرالية مثل العلاقات الخارجية والتجارة، والدفاع والهجرة، وتكون الولايات والأقاليم مسئولة عن المسائل غير الموكلة إلى الحكومة الفيدرالية، وعمليًا يتعاون مستويا الحكومة في مجالات كثيرة.
المحكمة العليا في استراليا هي أعلى درجة للتقاضي فيما يتعلق بكافة القضايا، والجهاز القضائي منفصل عن السلطتين التشريعية والتنفيذية. وفي تفسير القوانين وتطبيقها يعمل القضاة بصورة مستقلة عن الحكومات.
وتعتبر أستراليا من أولى الدول التي أعطت للمرأة حق التصويت في الانتخابات كما عملت بنظام الاقتراع السري مما يثبت مدي ديمقراطية الحكم بها.
نبذة تاريخية
قبل أن يتوافد المستوطنين الأوروبيين على استراليا كان يسكنها السكان الأصليين وهم شعوب الأبوريجين، وسكان جزر مضيق تورس، حيث كان لكل منهم أسلوبه الخاص في الحياة ولهم تقاليدهم الدينية والثقافية، كما قاموا بالاتصال بسكان أسيا وأوقيانيا وذلك قبل أن يكتشفها الأوربيين.
كانت بداية اكتشاف أستراليا عندما قام المستكشف الأسباني لوي فاز دي تورس بالإبحار عبر المضيق الذي يفصل أستراليا عن بابوا غينيا الجديدة، وقام المستكشفين الهولنديون برسم خريطة للساحلين الشمالي والغربي، ثم قاموا بالعثور على جزيرة تاسمانيا، وفي عام 1688م نزل المستكشف الإنجليزي ويليام داميير على الساحل الشمالي الغربي، وفي عام 1770م قام المستكشف الإنجليزي كابتن جيمس كوك برحلة علمية إلي جنوب المحيط الهادي من أجل رسم خريطة للساحل الشرقي الذي أصبح يعرف باسم هولندا الجديدة وضمها للعرش البريطاني.
في البداية تم التعامل مع أستراليا كمكان يتم نقل المساجين إليه، أي كمستوطنة عقابية بعد أن أوقفت حرب الاستقلال الأمريكية استخدام أمريكا كمكان ينقل إليه المساجين فقامت بريطانيا بالبحث عن مكان أخر وكان هذا المكان أستراليا حيث نقل إليها حوالي 160 ألف سجين في خلال الثمانين عام التالية لاكتشافها.
توالي بعد ذلك الاستيطان الأوربي لأستراليا ومما شجع على ذلك أتساع مساحات الغابات ووجود فرص عمل كثيرة مثل العمل بالزراعة والتعدين والتجارة والبحث عن الذهب وتصنيع الصوف وغيرها.
تم تأسيس كومنولث أستراليا في عام 1901م من خلال إعلان الدستور بقيام ست ولايات فيدرالية.
قامت أستراليا بالمشاركة بجنودها في كل من الحرب العالمية الأولى والثانية باعتبارها مستعمرة بريطانية وشاركت القوات الأسترالية بشكل بارز في النصر الذي حققه الحلفاء في الحرب العالمية الثانية، وكانت البلاد في هذه الفترة مابين الحربين في حالة من عدم الاستقرار والكساد الاقتصادي.
دخلت أستراليا في مرحلة الازدهار في الفترة التي تلت الحرب العالمية الثانية ، وشهدت العديد من الهجرات إليها، ويتكون سكان أستراليا اليوم من خليط من سكانها الأصليين ومهاجرين من حوالي 200 دولة مختلفة، وتقلصت أعداد السكان الأصليين لأستراليا بشكل ملحوظ نظراً للأمراض التي نقلها الأوربيين إليهم وتعرضهم للقتل والنفي من قبل المستوطنين الأوربيين.
ويعتبر يوم 26 يناير الذي يصادف الذكرى السنوية لرفع العلم البريطاني في خليج سيدني عام 1788م هو اليوم الوطني الذي يقوم الشعب الأسترالي الاحتفال به سنوياً.
السياحة والمدن
تزخر أستراليا بالعديد من المدن الجميلة وتأتي " سيدني" عاصمة ولاية نيو ساوث ويلز في مقدمة هذه المدن حيث تعد من أقدم المدن الأسترالية وأكبر مركز ثقافي واقتصادي بأستراليا، تضم سيدني العديد من المعالم السياحية والثقافية الهامة نذكر منها دار أوبرا سيدني بتصميمها الفريد الذي قام بتصميمه المهندس الدانمركي جورن أوتزون ومكانتها الثقافية والفنية الهامة، وأيضا جسر ميناء سيدني، ميناء دارلينغ هاربور بسحره الخاص المميز، ومبنى الأكواريوم الذي يعد متعه للأطفال والكبار عند زيارته نظراً لاحتوائه على العديد من الكائنات البحرية وأنواع الأسماك المختلفة، وحديقة حيوانات تارونغا، وتمتاز سيدني بوجود العديد من الفنادق والملاهي والكازينوهات فهي مدينة نابضة بالحياة تجدها تتلألأ بفعل الأضواء الرائعة التي تنعكس على مياه المحيط .
مدينة " كانبرا " العاصمة الأسترالية، ومركز للحياة السياسية بأستراليا وتضم عدد من المعالم منها قبر الجندي المجهول، المتحف القومي الأسترالي، المكتبة الوطنية، البرلمان، وتقام بها العديد من المهرجانات السنوية منها مهرجان كانبرا السينمائي الدولي، مهرجان الزهور، مهرجان التعددية الثقافية.
مدينة " ملبورن" التي تزخر بالعديد من المنتجعات السياحية والتي يتمتع فيها السياح بقضاء وقتهم في ممارسة الرياضات المختلفة مثل التزلج والرياضات الصحراوية والجبلية المختلفة، وركوب الزوارق الشراعية وغيرها العديد بالإضافة للشواطئ الرائعة والمناظر الطبيعية الساحرة، ويمكن للسائح زيارة معرض فكتوريا الوطني للفنون ومتحف الهجرة، وحديقة ملبورن للأحياء المائية، وحديقة الحيوانات ومسرح إيماكس وغيرها العديد من الأماكن.
الاقتصاد
استراليا دولة غنية بثروتها الحيوانية نظراً لانتشار المراعي في مساحات شاسعة من البلاد، واشتغال عدد كبير من السكان في الرعي وجز الصوف، وتشتهر سهولها الوسطى بأنها من أكثر الأقاليم في العالم تربية للأغنام، وكذلك تقوم بتربية الأبقار في مناطق السافانا، مما ترتب عليه ازدهار في جميع الصناعات الخاصة بالإنتاج الحيواني، فتنتج أستراليا اللحوم والألبان والجلود، والأصواف بكميات هائلة وتصدرها للخارج.
وبالإضافة للثروة الحيوانية التي تشتهر بها أستراليا يوجد ثروات معدنية عديدة مثل الذهب، الرصاص، الحديد، الفحم وغيرها من المعادن التي يتم استخراجها من مناجمها.
وتأتي الزراعة أيضاً لتأخذ نصيبها من الاقتصاد في أستراليا فيعد القمح في مقدمة المحاصيل ذات القيمة الاقتصادية بها ويأتي بعده قصب السكر، الذرة ، القطن، الأرز وغيرهم من المحاصيل.
يوجد في استراليا بالإضافة للصناعات التي تعتمد على الإنتاج الزراعي والحيواني، عدد من الصناعات الثقيلة والتي تتركز في ولاية نيوساوث ويلز مثل صناعة السيارات وبناء السفن وغيرها من الصناعات الهامة .